وعصرتُ أوجاعي لأنثرَها
وعصرتُ أوجاعي لأنثرَها على أشواكِ صحرائي
مبللةً باشواقِ الحنينِ
وأنا المسافرُ بينَ طعمِ الملحِ والصبارِ
يخدعني سرابٌ كانَ يمنحني جنونَ العاشقينَ
واعدتُ نفسي أنْ أرى لونَ البنفسجِ
أنْ أكونَ بخطوطِ كفيكِ كعطرِ الياسمينِ
واعدتُ أحلامي وموجُ البحرِ يمنحني رذاذَ الروحِ
وصفاءَ كلِّ الناسكينَ
هيَ هرطقاتُ الروحِ أنزفها على وعدٍ وأشرعةٌ
تمزقها رياحُ الغائبينَ
كنتُ اعتقدتُكِ آيةَ الإسراءِ في حلمي
معراجَ روحي
كيْ أبدّدَ كلَّ أوجاعي على مرِّ السنينَ
كنتُ أعتقدُكِ كنوزَ يوسفَ
كيْ يغيثَ الجائعينَ
وعصى لموسى كيْ يشقَّ البحرَ معجزةً
وأنجي الهاربينَ
هذا جنوني حينَ اعتنقتكِ واعتقدُ بأنّكِ
مطرٌ بصحرائي سينعشها
أو ضوءٌ في قمري الحزينِ
هل تدركينَ ؟
يا ليتني ما كنتُ يوما حالما
يا ليتني كنتُ السرابَ ولم أكنْ كالعاشقينَ