" ثمة نعاس يمسح بدني بالخدر، لكنني أبعده بيد، وأترك يداً أخرى تغفو على صدري. ثمة رغبة تمسك بي من ياقة روحي، وتسحبني إلى خلوة في رأس جبل لا يُسمع فيه إلا نايات الرعاة، و خفق أجنحة الطيور على مرأى من العلوّ، لكنني أبقى هنا في مقعدي قبالة نافذة تحدق بالمدى الذي أوغل دهانه مليّاً هذا اليوم بالأزرق. ثمة كُتب تطل عليّ من وراء زجاج المكتبة، وتذكرني بوعود القراءة. لكنني أرتخي في حضن المقعد أسرح بصري عبر النافذة. ثمة صوت لصبية يأتيني من الشارع وهم يلعبون الإستغماية فأحس بي معهم، أتوكأ على بدن القلب لأنهض وأراني، لكنني أنهمي في المقعد لا غير، لا غير. ثمة هاتف يُقرع لمرات لكنني لا أجيب. ثمة باب تقرعه أياد كثيرة، لكنني أنكمش كقطة شمع قبالة لسان نار صاخب. ثمة أشياء كثيرة تدور حولي لكنني أحدق بنافذة تحدق بكِ وأنت تفتحين عينيك في ذلك الصباح الطري وتطبعين قبلة على فمي، ثم تتمطين كغمامة في عقر سماء صافية."
0 التعليقات